تاريخ المسيحيين المرعب، الذين يتهمون الإسلام الآن بالإرهاب.

عندما وصل الإيطالي الصليبي كولومبوس الي القارة الأمريكية ظن أنه وصل للساحل الغربي لبلاد الهند فأطلق على سكانها أسم الهنود الحمر بسبب لونهم المميز المائل إلى الحمرة .. علي الرغم من أنهم ليس لهم علاقة بالهنود
«لماذا تطلقون علينا اسم الهنود؟» قالها مشتكياً أحد أفراد شعب الماساتشوسِتْ للمبشر البيوريتاني جون إليوت في عام 1646م.

وسكن هؤلاء هذا المكان قبل آلاف السنين وعاشوا فيها حياه بسيطة اعتمدوا فيها على الصيد و زراعة الأراضي وكونوا ثقافة خاصة بهم وبنوا أساس تعاملاتهم على العهود والمواثيق الشفهية لذا عظموا الصدق وغرسوه في نفوس أبنائهم وتميزوا بالاهتمام بالحضارة الروحية وتمجيد الأخلاق وجعلوا للمرأة مكانة خاصة في حياتهم فمن يؤذي المرأة يعتبرون ذو أخلاق بهيمية فقد كانوا أناس مسالمون وتراثهم مليء بالمعاني الإنسانية والرفق بالإنسان والحيوان يقول القس الإسباني برتولوميو دي لاس كاساس المولود عام 1484 م يصف السكان الملحيين في كاتب أهداه إلى الملك فيليب الثاني :
(إنهم أناس بسطاء وطيبون لدرجة كبيرة... صبورون، ومتواضعون، وسذج جداً، ومطيعون... بعيدون عن الشرور، وعن الحيل، والخداع... وهم يبدون التزاماً كبيراً بتقاليدهم ويطيعون الأسبان ... لا يتنازعون ولا يتقاتلون ، ولا يحملون حقداً على أحد... لا تجد عندهم مشاعر الانتقام والحقد والعداء... هم فقراء جداً ، ولكنهم لا يحملون مشاعر الطمع والحرص والنهم) .

أحسن "الهنود الحمر" استقبال الرجل الأبيض عند وصوله وعلموه الزراعة والصيد اعتقادا منهم أنه مجرد زائر أو ضيف يجب التعامل معه باللطف والكرم ... لا يعلمون ماذا خبأوا لهم

وقد ظهر مؤخرا كتاب لراهب مسيحي يدعي (( برتولومي دي لاس كازاس )) كان مع
 الاسبان أثناء غزو اميركا الجنوبية و الذي تحركت فيه بعض احاسيس بشرية كانت قد ماتت عند جميع مرافقيه فحاول ثنيهم عما يعملون ولكنه فشل ولقي منهم كل عدوان ثم لجأ الى الملك والملكة وكذلك فقد فشل ولم يجد بداً من الكتابة لأجل الحقيقة .

يصف هذا الراهب عمليات الإبادة والقتل والحرق ورمي الاطفال على الصخور لتتناثرادمغتهم امام امهاتهم بكل صلف ، كما يصف عمليات النهب والسلب لشعب بريء مسالم ، لم يعرف حتى ادوات الحرب التي توصل اليها هؤلاء .

إن أحدا لا يعلم كم عدد الهنود الذين أبادهم الأسبان المسيحيين , ثمة من يقول انه مائتا مليون, ومنهم من يقول انهم أكثر . أما لاس كازاس فيعتقد أنهم مليار من البشر , ومهما كان الرقم فقد كانت تنبض بحياتهم قارة أكبر من أوروبا بسبعة عشر مرة , وها قد صاروا الآن أثرا بعد عين.

يقول لاس كازاس:
"كانوا (المسيحيين) يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا أو حاملا أو امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف في الحظيرة. وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين , أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف.

كانوا ينتزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويرطمون رؤوسهم بالصخور . أو يلقون بهم في الأنهار ضاحكين ساخرين. وحين يسقط في الماء يقولون: ((عجبا انه يختلج)). كانوا يسفدون الطفل وأمه بالسيف وينصبون مشانق طويلة , ينظمونها مجموعة مجموعة , كل مجموعة ثلاث عشر مشنوقا , ثم يشعلون النار ويحرقونهم أحياء . وهناك من كان يربط الأجساد بالقش اليابس ويشعل فيها النار.
كانت فنون التعذيب لديهم أنواعا منوعة. بعضهم كان يلتقط الأحياء فيقطع أيديهم قطعا ناقصا لتبدو كأنها معلقة بأجسادهم, ثم يقول لهم : (( هيا احملوا الرسائل)) أي : هيا أذيعوا الخبر بين أولئك الذين هربوا إلى الغابات. أما أسياد الهنود ونبلاؤهم فكانوا يقتلون بأن تصنع لهم مشواة من القضبان يضعون فوقها المذراة, ثم يربط هؤلاء المساكين بها, وتوقد تحتهم نار هادئة من أجل أن يحتضروا ببطء وسط العذاب والألم والأنين.

ولقد شاهدت مرة أربعة من هؤلاء الأسياد فوق المشواة. وبما انهم يصرخون صراخا شديدا أزعج مفوض الشرطة الأسبانية الذي كان نائما ( أعرف اسمه , بل أعرف أسرته في قشتاله) فقد وضعوا في حلوقهم قطعا من الخشب أخرستهم , ثم أضرموا النار الهادئة تحتهم.

رأيت ذلك بنفسي , ورأيت فظائع ارتكبها المسيحيون أبشع منها. أما الذين هربوا إلى الغابات وذرى الجبال بعيدا عن هذه الوحوش الضارية فقد روض لهم المسيحيون كلابا سلوقية شرسة لحقت بهم, وكانت كلما رأت واحدا منهم انقضت عليه ومزقته وافترسته كما تفترس الخنزير. وحين كان الهنود يقتلون مسيحيا دفاعا عن أنفسهم كان المسيحيون يبيدون مائة منهم لأنهم يعتقدون أن حياة المسيحي بحياة مائة هندي أحمر."

من فعل ذلك كله أليسوا هم دعاة المسيحية الذين يتشدقون بالحرية والإنسانية والمساواة والعدالة؟ ويتهمون الإسلام بالإرهاب؟

أختم بمقطع حزين من بكائية زعيم هندي يدعى السحابة الحمراء أحد زعماء قبائل السيوكس الهندية ، قالها وهو يتفقد المذابح وآثار الإبادة التي تعرض لها شعبه
من الذي بدأ الغناء هنا ، من الذي أطلق الأصوات الأولى للغناء فوق هذه الأرض الواسعة إنها أصوات الشعب الأحمر الذي كان يتنقل حاملا خيامه ورماحة وسهامه .....ما الذي لم يقع فوق هذه الأرض..؟ كل ما حدث لم أكن أريده ،ولم يسألني أحد ، إنهم يأتون ويعبرون في أرضنا وعندما يذهبون لا يتركون خلفهم سوى أنهار الدماء .

Comments

Popular posts from this blog

M'dina Bus: "Without sharing this video, we probably would not have known about this case" (MAINTENANCE)

How to distract people from the internal problems of their country?

Espresso Snickers, Plus Two Other Flavors, Are Coming To The US Next Year