هذه أملاك بنكيران التي راكمها وهذه هي الكوارث التي ألحقها بالبلاد

عبد الاله بنكيران، شخصية شغلت بشعبويتها فئةً من الشعب التي وثقت بشعاراته وجعلت منه حبل النجاة من الفقر والبطالة لتحمله بأصواتها الى تولي أرفع منصب يمكن أن يصل اليه أي سياسي دون أن يحقق لها شيئاً من تلك الشعارات

شخصية بنكيران السياسية والتي بناها على أحلام المعوزين والفقراء سرعان ما انكشف زيفها، بعدما أراد جمع المتناقضات بين زعيم ذو شعبية كان الى وقت قريب يجاهر برفضه للسياسات الاجتماعية التي تُفقرُ الفقير وتغني الغني، و سياسي يجلس فوق كرسي المُنفذ الأول للقرارات المُضرة بالقدرة الشرائية والفئات الاجتماعية الهشة والفقيرة والتي يزيد عددها نصف ساكنة البلاد

هو السياسي الذي نفذ تحرير أسعار المحروقات دون أي مراعاة للشرائح الم، لتنتقل من 7.50 دراهم الى 10 دراهم حالياً، وهو كذلك الذي سن قوانين الريع وتعدد التعويضات وتراكمها ولَم يتبقى له غير دسترتها، بحيث أصبح برلمانيون من حزبه يحصلون على ثلاثة الى ستة تعويضات براتب شهري يزيد عن ستة ملايين، عن منتصب مختلفة وضع لها بنكيران حماية قانونية

بنكيران الذي كان يهلل له لبعض لدرجة القداسة، خلال عهدته أفلست صناديق التقاعد وتوقفت أخرى عن صرف المعاشات، وفِي ولايته أعطيت الأوامر لسلخ الأساتذة المتدربين و الممرضين كما سنت حكومته التوظيف بالتعاقد وإغلاق باب الوظيفة العمومية، طبعاً بعد توظيف ابنته بالأمانة العامة للحكومة براتب مليونين ونصف شهرياً و توظيف إبنه بجامعة الدارالبيضاء

الارتفاعات القياسية في معدلات البطالة والمديونية الخارجية والداخلية ارتفعت في عهدة بنكيران بشكل مخيف، و وجد بنكيران نفسه تلميذاً نجيباً لصندوق النقد الدولي الوحيد الذي يصفق له لتنفيذ سياساته، بينما لا يعير اهتماماً لمعاناة المغاربة الذي منحوه أصواتهم ووثقوا به لإنقاذهم من الفقر والبطالة والجهل، ليتفاجؤوا به يغرقهم

إفلاس سنوي لـ 6000 مقاولة صغيرة ومتوسطة وتشريد مئات الأسر، هو أيضاً من ‘انجازات’ بنكيران التي أضاف اليها إفلاس المصفاة الوحيدة للبترول بالمملكة، دون نسيان تسبب سياساته الحزبية الضيقة في اندلاع أزمة الريف والتي كشفت تقارير المجلس الأعلى للحسابات مسؤولية وزراءه المباشرة الذين تم إعفاؤهم في نشوب الاحتقان بالريف بسبب تعثر تنفيذ مشاريع وقعت أمام الملك

هذه أملاك بنكيران التي راكمها وهذه هي الكوارث التي ألحقها بالبلاد

الحسابات الحزبية الضيقة كلفت البلاد أشهراً من البلوكاج الذي كبد الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة على كافة المستويات

ولأن التاريخ لا ينسى فان بنكيران الذي رفع شعار ‘الهمة إرحل’ و ‘الماجيدي إرحل’، وجد نفسه يحضنهما و يحييهما كل صباح طيلة خمس سنوات، بل وتغير خطابه تجاههما بـ180 درجة، ليتحول الى الإشادة بخصال الأول و تعاونه معه

ذات الشخص المتناقض، اكتشفه مقربوه خلال الإعداد للمؤتمر المقبل، حين تعلق الأمر بتطبيق الديموقراطية التي كان بنكيران يتغنى بها ويدعى اخوانه للعمل بها

الديموقراطية تركها جانباً حينما تعلق الأمر بتطبيقها عليه وابتعاده عن قيادة الحزب الى ما لا نهاية، ليكون أول من ينقلب على الديموقراطية على طريق الدكتاتوريين الأفارقة ويدعى الى تعديل ‘دستور’ الحزب ليجثم لسنوات أخرى قائداً للحزب ضداً في الديموقراطية الداخلية

الآن وقد تبينت حقيقة شخصية بنكيران لإخوانه أولاً و للمغاربة ثانية، فان ممتلكاته هي الأخرى تضخمت وانتقلت من ليلا واحدة الى اثنتين، كما انتفخت مداخيل مطبعته الشخصية بفضل الطلبيات الكبيرة للصفقات العمومية وغيرها كما أصبح ‘الهولدينغ’ التربوي الذي يملكه بين الرباط و سلا يتوسع للفئات الميسورة طبعاً تاركاً المقهورين والبؤساء ممن ركب فوق ظهورهم للوصول لكرسي رئاسة الحكومة ينظرون الى أبنائهم يتخرجون بشواهد دراسية من درجة ‘مشرمل’ من المدرسة العمومية التي أغرقها الحزب الاسلامي بوزرائه الذين يملك غالبيتهم مؤسسات تربوية خاصة موجهة للميسورين

بنكيران، الذي يبكيه من كان يعشقه لدرجة العبادة وهو لا يملك وجبة العشاء، سيتوصل براتب أربعة ملايين شهرياً كرئيس حكومة سابق مدى الحياة

المصدر: جريدة زنقة 20

Comments

Popular posts from this blog

M'dina Bus: "Without sharing this video, we probably would not have known about this case" (MAINTENANCE)

How to distract people from the internal problems of their country?

Espresso Snickers, Plus Two Other Flavors, Are Coming To The US Next Year